تاريخ تأسيس تخصص علم الآثار في إيران

يعود تأسيس تخصص علم الآثار في إيران إلى عام 1314 شمسي في كلية الأدب والعلوم الإنسانية بجامعة طهران، ومع ذلك، فقد تم تأسيس أول مجموعة تعليمية متخصصة في علم الآثار بثلاثة اتجاهات تخصصية هي «العصور ما قبل التاريخ»، و«العصور التاريخية»، و«العصور الإسلامية» بعد عام 1367 شمسي في كلية العلوم الإنسانية بجامعة تربية مدرس.

تعريف علم الآثار

يُعرّف علم الآثار بشكل شامل بأنه البحث في ماضي الإنسان بناءً على الآثار المتبقية منه، والتي تشمل بقايا عظام الإنسان، والحيوانات، والطعام، وأي مادة أخرى قام الإنسان بتغيير شكلها أو صنع أدوات منها. يركز هذا العلم على دراسة المجتمعات الماضية وتغيراتها عبر فترات زمنية طويلة.

تقسيم علم الآثار الإيراني إلى ثلاث فترات دراسية

  1. علم الآثار للعصور ما قبل التاريخ - الفترة التي لم تُسجّل أحداثها كتابةً.
  2. علم الآثار للعصور التاريخية - الفترة التي سُجلت أحداثها بالكتابة (الخط).
  3. علم الآثار للعصور الإسلامية - الفترة الممتدة من سقوط الدولة الساسانية في إيران وحتى عصر القاجار.

كل من هذه الأقسام يحتوي على فروع متعددة ومتنوعة.

أهداف علم الآثار

يركز علماء الآثار على إعادة بناء أساليب حياة الإنسان وبيان أسباب تغيرها استناداً إلى بقايا أثرية موثوقة. يستخدم عالم الآثار أسئلة منطقية ومنهجيات علمية للوصول إلى إجابات، متوغلاً في الماضي القريب أو البعيد. ومن هذا المنظور، يُعد علم الآثار بداية تاريخ الأفكار والافتراضات وطرق النظر إلى الماضي.

نشأة علم الآثار في إيران

بدأ علم الآثار في إيران نتيجة الجهود المكثفة للمستشرقين الغربيين في مناطق مختلفة من البلاد، وكان الهدف الأساسي هو الحصول على الآثار التاريخية وتجميع المتاحف والخزائن الخاصة في أوروبا. بعد عام 1920م، شهدت الأنشطة الأثرية تطوراً ملحوظاً من حيث طرق التنقيب وتصنيف البيانات، مستفيدة من خبرات الدراسات الأثرية في الغرب.

استخدام العلوم الأخرى في البحث الأثري

أصبح من الشائع والمطلوب في البحوث الأثرية استخدام نتائج علوم أخرى مثل الجغرافيا، التصوير الجوي، الجغرافيا التاريخية والإنسانية والاقتصادية، اعتماد التأريخ بالكربون المشع لتحديد أعمار الآثار، استخدام الأشعة وغيرها من التقنيات المتقدمة في المسوحات الميدانية والتنقيبات العلمية.

التداخل بين التخصصات وتوسع علم الآثار

لقد أدرك العلماء في مختلف التخصصات أن عصرنا الحالي هو عصر التعددية والتداخل بين التخصصات، وأن النظرة الأحادية للعلوم لها أضرارها. مع انتشار الدراسات متعددة التخصصات، توسع مجال علم الآثار ليشمل الاستفادة من علوم مثل الوراثة، تشريح العظام، علم النبات، وكذلك من النظريات الحديثة مثل علم العلامات، الأيقونوجرافيا، الأيقونولوجيا، تاريخ الدراسات الثقافية، نظرية الأنماط الأصلية (Jungian Archetypes) وتقنيات التحليل العنصري المخبرية المتعددة مثل الأشعة السينية والتحليل الطيفي (XRF, XRD, PIXE) وغيرها الكثير.

نشاطات مجموعة علم الآثار في جامعة تربية مدرس

حرصت مجموعة علم الآثار في جامعة تربية مدرس على مواكبة التطورات السريعة والعميقة في هذا العلم مع التركيز على التطوير النوعي من خلال مراجعة مناهج الدراسة وإحداث تحول جذري فيها.

البرامج الأكاديمية والهيئة التعليمية

يعمل القسم حالياً في مرحلتي الماجستير والدكتوراه مع التخصصات التي سبق ذكرها، ويضم أربعة أعضاء هيئة تدريس منهم أستاذ واحد وثلاثة أساتذة مساعدين، ويقومون بالأنشطة التعليمية والبحثية.

عبارت خود را درج و جهت جستجو "Enter" را بفشارید