باسم من علم النفس التفكير/من أضاء مصباح القلب بنور النفس...

وفي آدم نشأ هذا العقل والتمييز، وحتى علم أن جوهر كل شيء، كما يرى إنسان ما نفسه، كان يفكر: "ما أنا؟" "الشيخ محمود الشبستري"

وقد نشأت العلوم الإنسانية استجابة لهذا السؤال الإنساني الأول؛ ولذلك فإن المعرفة التي نشأت على أساس التفكير، واستعمال قوة العقل والتمييز، لفهم "الإنسان"، وبالتالي "العالم والخلق" وعلاقتهما ببعضهما البعض، أطلق عليها اسم "العلوم الإنسانية". ولعل هذه العملية الطبيعية والضرورية هي التي أدت إلى قيام "كلية العلوم الإنسانية" بمبادرة تأسيس جامعة تربية مدرس، ثم انضمام كليات وتخصصات أخرى إليها كمكملات.
وحتى أنه بعد مرور حوالي 35 عاماً على تأسيس جامعة تربية مدرس، تم اختيار عبارة "الحكمة يجب أن تكون معرفة وحقيقة" كشعار رئيسي لهذه الجامعة، وهو سبب آخر يؤكد هذه الضرورة الطبيعية.
لقد وضعنا نحن أيضًا العلاقة المتبادلة بين العلم والممارسة في مركز اهتمامنا، وبالإضافة إلى الواجب الذي وضعناه على أنفسنا في اكتشاف عوالم مجهولة في القضايا والمناقشات النظرية وتوسيع حدود المعرفة، فإننا لا نريد أن نبقى غافلين عن الوفاء بواجبنا تجاه المجتمع. لقد أكدنا على دور تطوير المعرفة وتعميقها لزيادة القدرات العلمية والعملية، ووضعنا مفهوم الآية "ومن كان عالماً فهو قادر" في مقدمة عملنا، ولهذا حددنا طريقنا نحو "التوجه نحو المرجعية العلمية" وتحقيقها.

ولذلك التزمت كلية العلوم الإنسانية بشكل جدي بأن تتمتع بخصائص علمية متميزة وسمات نوعية متميزة بين الجامعات والمراكز العلمية في الدولة، بل وحتى في المنطقة وخارجها. بحيث يظل دائمًا مشهورًا ومعروفًا بين أولئك الذين لديهم المعرفة بتخصصاته العلمية المتميزة.
ومن هنا فإن كل تخصص أو جماعة تعليمية مطالبة بتنسيق عملية حركتها مع المعايير المذكورة أعلاه لتبرير ضرورة استمرار أنشطتها، والدخول إلى مجالات جديدة في عالم المعرفة من خلال تجنب العمل الموازي. ومن الواضح أن تحقيق الرؤية المذكورة ليس بالأمر السهل ويحتاج إلى الكثير من الجهد والوقت، ولكن على أية حال فهو طريق تم اختيار التخطيط والتحرك فيه كهدف رئيسي لهذه الكلية.

لذلك فإن أي نوع من النشاط العلمي (تدريس، دراسة، الخ) في هذه الكلية يتطلب العزيمة والاهتمام والمثابرة الجادة، وخاصة الصبر في مواجهة الشدائد والنقائص لتحقيق الأهداف السامية المذكورة.
وهذا ليس بالأمر الصعب على من يرغب في المعرفة والابتكار، لأن حلاوة السير في دروب وأساليب جديدة لا تتعب طالب المعرفة فحسب، بل تدفعه إلى الأمام بعزيمة قوية وإرادة قوية، وتمنحه شعوراً بالفائدة. ونحن نرى أن هذا هو واجب من وهبهم الله الموهبة والقدرة اللازمة، وأشرق في نفوسهم وقلوبهم نور هداية ذاته. دعونا لا ننسى أن الواجب الطبيعي لحاملي الشعلة هو توفير الضوء.

عبارت خود را درج و جهت جستجو "Enter" را بفشارید